الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على نبينا المصطفى.وبعد
فإن الدعوة إلى الله عزوجل من أشرف الطاعات وأعظم
القربات.قال تعالى[ومن أحسن قولاممن دعا إلى الله وعمل
صالحا وقال إنني من المسلمين]وقد تولاها الله عزوجل بنفسه
دلالة على علو منزلتها وعظيم شرفها.قال تعالى[والله يدعوإلى
دارالسلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم]وقال تعالى[والله
يدعوإلى الجنة والمغفرة بإذنه]وقد جعلها الله عزوجل فريضة
في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى[ادع
إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي
أحسن]وقال النبي صلى الله عليه وسلم"بلغواعني ولوآية"وقال
أيضا صلى الله عليه والسلم"لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير
لك من حمرالنعم"وقد جعلها الله عزوجل سبيلا لنبيه صلى الله
عليه وسلم وأتباعه.قال تعالى[قل هذه سبيلي ادعوإلى الله على
بصيرة أنا ومن اتبعني] وعلى الرغم من كثرة الآيات والأحاديث
في فضل الدعوة إلى الله عزوجل ووجوبها إلاأن أناسا طمس الله
على بصيرتهم وأعماهم عن نورالوحي جعلوا ممارسة هذه الفريضة
الربانية جريمة تستوجب العقوبة على فاعلها من حبس أوغرامة
طالما أن الداعية لم يحوزعلى تصريح من جهتهم ولوكان أعلم
وأفقه أهل الأرض.سبحانك هذا ضلال مبين ولازم مذهب هؤلاء
الأشقياء أن الأنبياء وأتباعهم في كل زمان ومكان كانوامجرمين!!
لأنهم كانوا يمارسون الدعوة إلى الله عزوجل بدون تصريح من
تلك الجهة العبقرية!!قد يقول قائل هم لايريدون منع الدعوة
إلى الله عزوجل وإنما أرادوا وضع الضوابط لها لحمايتها من
عبث العابثين وجهل الجاهلين وتنطع المتنطعين.قلت:لاخلاف
على أنه يجب أن يكون الداعية على علم وبصيرة فيما يدعو
إليه ولكن من قال أن الجهة الفلانية هي الوكيل الحصري
للعلم والبصيرة والحكمة والوسطية[قل هاتوا برهانكم إن
كنتم صادقين]