فارس الإسلام المدير
عدد المساهمات : 46 تاريخ التسجيل : 17/07/2010 العمر : 33
| موضوع: الأسير بين إحسان المؤمنين وإجرام الظالمين السبت يناير 24, 2015 6:49 pm | |
| الأسير بين إحسان المؤمنين وإجرام الظالمين[ltr]الأسير بين إحسان المؤمنين وإجرام الظالمين [/ltr] [ltr] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/ltr] جلال أبو الفتوح 2014-03-14 الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على نبيه المصطفى. وبعد لقد مدح الله عزوجل في كتابه الكريم عباده الأبرار المؤمنين لإحسانهم للأسرى ولو كانوا من الكافرين، فقال تعالى واصفاً عباده المؤمنين {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً}. قال ابن كثيرـ رحمه الله ـ في تفسيرهذه الآية: قال ابن عباس "كان أسراؤهم يومئذٍ مشركين".ويشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرأصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسارى فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء. وقال قتادة: لقد أمر الله بالأسرى أن يُحسن إليهم. وقال القرطبي: إطعام الأسير المشرك قربة إلى الله تعالى غير أنه من صدقة التطوع. ولقد كان الإحسان إلى الأسرى من قبل المسلمين قديماً وحديثاً سبباً في إسلام بعضهم, ففي عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على سبيل المثال لا الحصر أسلم ثمامة بن أثال ـ سيد بني حنيفة ـ وكان أسيراً كافراً لدى المسلمين للمعاملة الحسنة التي لقيها من النبي صلى الله عليه وسلم روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير أي لأنك لست ممن يظلم بل ممن يعفو ويحسن، يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر، يريد أنه عزيز في قومه يحفظون دمه ويأخذون بثأره إن قتل، وأنه من أهل الوفاء والشكر شأن الرجل الكريم: إذا أسديت إليه نعمة شكرها وحفظها، قال وإن كنت تريد المال فسل منه ماشئت، فترك حتى كان الغد ثم قال له: ما عندك ياثمامة؟ فقال: عندي ماقلت لك، فقال اطلقوا ثمامة، وفي رواية: قد عفوت عنك يا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ماكان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الأديان إلي، والله ماكان من بلد أبغض الي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: بالجنة أو بمحو ذنوبه السابقة، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة وفي رواية: حتى إذا كان ببطن مكة لبى، فكان أول من دخل مكة يلبي، فأخذته قريش فقالوا: لقد اجترأت علينا، وأرادوا قتله فقال قائل منهم: دعوه فإنكم تحتاجون إلى الطعام من اليمامة فتركوه، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال لا والله، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية، وكانت ميرة قريش ومنافعهم من اليمامة، ثم خرج فحبس عنهم ماكان يأتيهم منها، فلما أضرّ بهم كتبوا إلى رسول الله: إن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحض عليها، وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يخلي بيننا وبين ميرتنا فافعل ؟ فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن خل بين قومي وبين ميرتهم.الله أكبر ما أحكم النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يؤلف القلوب ويلاطف من يرجى إسلامه من الأشراف إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام، وهكذا ينبغي للدعاة إلى الله عزوجل أن يعظموا أمر العفو عن المسيء، وقد ظهر لهذا العفو الأثر الكبير في ثمامة وثباته على الإسلام، وكان من حسن إسلامه رضي الله عنه أن ثبت على الحق حين ارتد قومه من أهل اليمامة مع مسيلمة الكذاب، وكان له شأن في قتال المرتدين. وفي العصرالحديث رأينا أن المعاملة الراقية والأخلاق العالية من قبل حركة طالبان كانت سبباً في إسلام الكاتبة والصحفية البريطانية (إيفون ريدلي) والتي اعتقلها نظام طالبان في 28 سبتمبر 2001م لدخولها البلاد آنذاك بشكل غيرشرعي ودون جواز سفر متنكرة في زي امرأة أفغانية مع دليلين أفغانيين بالقرب من مدينة جلال آباد - وكانت ترتدي الرداء التقليدي لنساء الباشتون- بسبب دخولها أفغانستان بطريقة غير شرعية ، وأطلق سراحها بعد عشرة أيام، ولكن قبل إطلاق سراحها دعتها حركة طالبان إلى الإسلام بعد عودتها إلى لندن ، وردت في البداية بقولها: إن ذلك "غير ممكن" ولكنها وعدتهم بدراسة الإسلام وفهمه وفي لندن درست "إيفون ريدلى" القرآن والأحاديث الشريفة، ثم ألفت كتاباً عن تجربتها مع حركة طالبان وإشهارها لإسلامها وكيف أنها لقيت معاملة حسنة من شرطة طالبان وقالت عنهم في لقاء على قناة الجزيرة: "الحقيقة أنهم عاملوني بكل احترام وعطف ورغم أن أسئلتهم كانت مكثفة في أحيان كثيرة إلا أنني لم أشعر أبداً بالخطر وأنا معهم. لقد صدق من قال: "الإنسان أسير الإحسان" بيد أن أهل الظلم والطغيان لا يؤمنون إلا بالإجرام مسلكاً مع الأسرى ولو كانوا من الأبرار فإحسانهم صعق بالكهرباء وتجريد من الملابس في ذروة الشتاء وحرمان من نسمة الهواء ومنع لشعاع الضياء وتجويع يورث البؤس والشقاء ومصادرة لحق اللقيا بالأهل والأصدقاء وضرب بالعصي والشوم من الحمقى والأغبياء وسوء رعاية لمرضى فقراء وهتك عرض بلا وجل من رب الأرض والسماء {ولو يوأخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا} }ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم.يوم يقوم الناس لرب العالمين} }فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون. يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة. ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون{وفي الختام أنقل ـ على سبيل المثال ـ شيئاً يسيراً من معاملة زبانية العهد اللامبارك لأسراهم من الإسلاميين لندرك الفرق بين الثرى والثريا, بين إحسان المؤمنين وإجرام الطغاة الظالمين حيث يروي لنا هذا المشهد صاحب كتاب "محنة الإسلاميين في عهد مبارك" صفحات من التعذيب الوحشي في سجون فرعون قائلاً: لم تختلف سياسة سجن وادي النطرون عن السجون الأخرى بل يعتبر من المؤسسين لفلسفة التعذيب حيث إنه يعتبر من أوائل السجون التي تم الانتهاء من بنائها واستقبال الوافدين إليه في سنة 1994 أي أنه قبل سجن الوادي الجديد والفيوم وغيره من السجون الحديثة. كانت سيارات الترحيلات تتوافد من أماكن مختلفة تحمل مجموعات من الأفراد مجموعة تلو مجموعة لتدفع بهم إلى مصيرهم المجهول في هذا السجن، فكان الوافد إلى هذا السجن منذ اللحظات الأولى يدرك أن مصيرا ما ينتظره ولكن لا يعرف كنهه أو مضمونه فكان على الجميع قبل أن تطأ أقدامهم السجن أن يكونوا معصوبي الأعين منذ أن تتوقف السيارة أمام بوابة السجن ومنذ لحظة الدخول لا يعرف ما يحدث له ولا ما يجري حوله فينهمر عليه الضرب من كل مكان لا يدري من أين يأتي، كل ما يستطيع أن يفعله أن يحاول أن يحمي على الأقل رأسه فيضع يده عليها ولكن بلا جدوى، كانت السياط تمزق الأجساد، والعصي تهوي على الجميع فتشج رأس هذا وتدمي ظهر هذا ومن شدة الضرب كان البعض يسقط على الأرض مدرجاً في دمائه والبعض الآخر يحاول أن يتفادى الضرب ولكنه لا يرى فيهيم على وجهه كأعمى ضل طريقه في ليل بهيم بعد أن سقطت منه عصاه التي يعرف طريقه بها فيحاول أن يتحسس طريقه بيده ولكن أين يسير، فالجميع يدور في حلقات مفزعة من التعذيب يخرج من هذه ويدخل تلك لا يعرف من أين بدأ ولا متى ينتهي يحاول أن يخرج من تلك الدائرة ليجد نفسه في دائرة أخرى فكانت تتقاذفه الآلام من مكان لآخر يحاول أن يبصر شيئا لعله يجد مخرجا فلا يرى إلا ظلاماً دامساً كمن فقد بصره حقيقة، كانت صرخاتهم واستغاثاتهم تملأ ساحة التعذيب أمام بوابة السجن ولكنها ما كانت تمنع ركلاتهم بأرجلهم ولا صفعاتهم بأيديهم أو ضرب الكابلات والتي كانت تشق جلد الظهر شقا بلا رحمة أو شفقة ولا أن توقف حتى سيل الشتائم والسباب، وبعد أن ينتهي هذا الموقف يتجهون إلى العنابر ليتم توزيعهم على الزنازين وكان في انتظارهم هناك مجموعة أخرى تصب عليهم الماء وهم بدون ملابس والدماء تنزف منهم ويبدأ ضربهم من جديد حتى يتم التوزيع على الزنازين والذين ينتظرون مصيرهم أيضا فكلما وفد إلى الزنزانة وافد جديد يتم ضربه وضرب جميع أفراد الزنزانة وكان يتم توزيع أي مجموعة تأتي على مستوى العنبر كله فكان أحيانا يأتي أكثر من واحد في اليوم إلى الزنزانة فكان عليهم أن يدفعوا الثمن من أجسادهم ودمائهم والتي من كثرتها تلطخت بها الجدران وعندما جاءت النيابة ورأتهم بهذا المنظر المأسوي بلا ملابس وأجسادهم ممزقة والدماء متناثرة على الحائط لم تفعل شيئا ولم تحرك ساكنا. كانت المجموعات التي دخلت السجن في مراحله الأولى قد تركوهم في هذا المنظر بلا ملابس لأكثر من ثلاثين يوما في الشتاء القارص ودماؤهم لازالت تسيل وجراحهم لم تندمل بعد. ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل إنهم قد أطلقوا وحوشهم الضارية الصول عبد العال ومعاونيه كالكلاب المسعورة ينهشون في أجسادنا ويمزقون منها كما يشاءون ويلغون في دمائنا كما يحلو لهم بلا رقيب لهم أو حسيب عليهم، ومن يجدونه منهم لديه أي شفقة علينا يوبخونه، فعندما توفي أحدنا من شدة التعذيب ارتعد أحد معاوني عبد العال وكان حارس العنبر فارتجف من هول المنظر لأنه كان يقف بجواره وهو في سكرات الموت فعندما رأى منه الضابط ذلك نهره بشدة واعتبر هذا الفعل سبة في حقه لأنه لا ينبغي أن تأخذه رحمة أو شفقة فانطلق بعدها لا يبالي بمن مات أو بمن كسر من شدة الضرب، ورغم ما تسرب من أخبار التعذيب والممارسات الوحشية إلى بعض الصحف وخاصة ممارسات عبد العال إلا أن ذلك لم يزده إلا طغيانا فوق طغيانه، لقد كان لهم مطلق الحرية في ابتكار طرق التعذيب المختلفة وممارستها معنا والتي لها صور مختلفة. فقد كان علينا عند فتح باب الزنزانة لأي سبب من الأسباب أن نهب واقفين بسرعة إلى الحائط رافعين أيدينا إلى أعلى حتى عندما يأتي في الصباح ويجد البعض مستغرقا في النوم يقوم بركله بحذائه حتى يقف مع الباقين، وعندما يخالف أحد تلك التعليمات فعليه أن ينتظر مصيره، ففي يوم الجمعة وقبل الصلاة مباشرة فتح أحد الحراس الزنزانة فوقف الجميع ما عدا شخص واحد كان يصلي ركعتين وعندما انتهى لم يقف مع من وقف فما كان منه إلا أن توعد أفراد الزنزانة ككل وتركنا وانصرف ولم يمض وقت طويل حتى سمعنا صيحات كثيرة من القوات وصخب وجلبة فكانوا يضربون أبواب الزنازين في الطريق بالعصي التي معهم حتى أخرجوا أفراد الزنزانة كلهم معصوبي الأعين وانهالوا على الجميع بالضرب لم يفرقوا بين أحد وكان الضرب بوحشية حتى إن أحدهم كان يضرب مؤخرة رأس أحد الإخوة بمفتاح حديد في يده كان علينا أن ندفع ثمن ما اعتبره هو خطأ مع إننا لم نشارك فيه ولكنها كانت سياسة العقاب الجماعي، وكان يحمل كل منا شخص آخر فوق كتفه ويقف على قدم واحدة والضرب ينزل على الجميع الأعلى والأسفل حتى أدميت ظهورنا العارية من كثرة الضرب أما الأخ الذي لم يقف فقد أخذوه في جانب بمفرده في وسط دائرة من العساكر فكانوا يدفعونه لبعض فهذا يلكمه بيده وهذا ضارب بكل قوته في صدره أو بطنه إلى آخر وهكذا فكان يدور في تلك الدائرة وبعد أن انتهينا أخذوه بمفرده إلى التأديب وعدنا نحن إلى الزنزانة لنجد أن جميع محتوياتها قد قلبت رأسا على عقب. وفي موقف آخر عندما سب أحدهم أحد الإخوة وكان يتعجله للخروج للزيارة فرد عليه ردا لم يعجبه فتوعده عند عودته من الزيارة وكان في انتظاره وقد ملأ الأرض بالماء وأمره أن يزحف على الأرض بعد أن ربط يده إلى الخلف. أما عندما حدثت مشادة بين أحد الحراس وأحد أفراد زنزانة فجاء عبد العال وعدد كبير من معاونيه وأمر أن يخرج كل فرد من الزنزانة إلى الخارج بمفرده وكان يأمر من معه أن يضرب كل منهم خمسين ضربة بالحذاء على ظهره وإذا أخطأ في العدد يبدأ من الأول فكان يضرب الأول خمسين حتى إذا انتهى بدأ الثاني وهكذا إلى أن ينتهوا جميعا فيدخل ويخرج الذي يليه إلى أن انتقموا من أفراد الزنزانة كلهم بهذه الطريقة. كان عبد العال مشهورا بغلظته وشدته فكان إذا لم يجد شيئا يضرب به يستخدم حذائه الميري وكان يترك آثاراً دامية على جسد من يهوي به عليه حتى إننا نكاد نقرأ مقاس حذائه من الأثر الذي تركه وكان إذا دخل زنزانة لعقابهم يمعن في إهانتهم فكان يتعفف أن يضربهم بيده فلا يضربهم إلا بالنعل الذي يستخدم في دورة المياه ويتعمد أن يضرب به على الرؤوس والظهور العارية، لقد كان له وزبانيته حرية البطش بهذا والتنكيل بذاك، فعندما لمح أحد معاونيه بعض أفراد في إحدى الزنازين يقومون ببعض التمارين البسيطة داخل الغرفة حتى لا يصابوا بشلل نتيجة مكثهم لعدة سنوات في أماكن ضيقة بدون حركة فما كان منهم إلا أن قاموا بضربهم كل يوم لمدة عشر أيام متواصلة وكأنهم قد اكتشفوهم وهم يرتكبون جريمة يستحقون عليها كل هذا العقاب.أهـ اللهم ارحم أسرانا فك قيدهم وأزل همهم واجبر كسرهم وانتقم ممن ظلمهم. | |
|