واقعنا المرير وصفاً ومخرجاً

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
واقعنا المرير وصفاً ومخرجاً

جلال أبو الفتوح2013-12-15
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على نبيه المصطفى وبعد.
وقف القائد الهمام، متقلداً سيفه الأحمر، خطيباً وسط جنوده وأنصاره، قائلاً لهم: أيها الجنود والأنصار، لتعلموا علم اليقين، أنه لا صوت عندي (للناس) المعارضين، ولا (رحمة) بالمخالفين، ولا (حافظ) (لأمجاد) أمتنا سوى المتمردين، وأنه لا بث لأية مشاهد (خليجية)، ولا (حكمة) مقبولة طالما جاءت من (الجزيرة )العربية.
والويل والثبور لمن أحب (رابعة العدوية) وإن كان بطلاً وطنياً قد حاز الميدالية الذهبية.
والزند فى دولتي مرفوع ، والمحمود خلقاً مقموع ، السجن عندي مأوى الأبرار ، وصفع الوجه للأحرار ، وزنازين قهر للحرائر الأبكار. الدماء لدى تجري أنهاراً بتفويضٍ جاء حباًلا إجباراً
أنا لست فرعوناً ولا جباراً، إنما جئتكم بلسماً وحناناً.. ما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا رشداً وصواباً.
فهنيئاً لكم أمناً ورخاءاً واستقراراً ، ودمتم أحراراً وكراماً فى ظل دستور فاق كل الدساتير صيغة وأحكاماً.
هذا هو واقعنا المرير من خلال خطبة القائد الهمام ذكرتها بلسان الحال. ويبقى السؤال ما هو المخرج مما نحن فيه؟
الذى أراه والله أعلم الآتى:
أولاً: قطع الرجاء فى إحداث أى تغيير حقيقى، يرضى الله عز وجل، من خلال الانخراط فى لعبة الديمقراطية، التى ما جنينا من ورائها سوى الإخفاق والفشل والتشوهات والتناقضات.
والذين يروجون بأن الإخوان فشلوا فى تجربة الحكم ليسوا دقيقين فى ذلك، لأن الفشل طال كل الذين انخرطوا فى لعبة الديمقراطية بغية التغيير من خلالها. ولطالما حذر كثير من أهل العلم والدراية بالشرع والواقع من ذلك، ولكن لا حياة لمن تنادي مع عدم إغفالنا لكافة التأويلات التى أوقعت أصحاب المسلك الديمقراطى فى ذلك.
ثانياً: قطع التعلق بأعداء الله عز وجل من أمريكان وأوروبيين وغيرهم فى مساعدتنا لبناء الدولة الإسلامية الحقيقية الملتزمة بالكتاب والسنة.
ثالثاً: على كل المخلصين من المسلمين تعبئة الرأي العام خلف أصل عظيم، ألا وهو وجوب هيمنة الشريعة الإسلامية على شتى مناحي الحياة، وأن كل ما خالفها فهو باطل لا يعتد به.
متزاماً مع ذلك مواجهة فكرية واضحة وقوية للعلمانية، الرامية لفصل الدين عن الدولة، وتعرية كل رموز ودعاة العلمانية، ليهلك من هلك عن بينة، ويحى من حي عن بينة. وإذا نجحنا في ترسيخ هذا الأصل العظيم سهُل ما بعده بإذن الله.
رابعاً: لابد من الصدع بالحق، خاصة من العلماء والرموز الإسلامية، فالدعوة لا تقوم وترسخ إلا من خلال الوضوح والنقاء والصدع بالحق فى المُلمات والأزمات .
خامساً: من رام أن يكون حاكماً فلابد له من قوة تقيم حكمه وسلطانه. قال الله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ....). قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله Sad

قوام هذا الدين بكتاب يهدى وسيفٍ ينصر).
سادساً: قال الله تعالى Sad

إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وقال تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، وقال تعالى ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
اللهم اجعلنا من جُندك وأوليائك، الذين يدافعون عن دينك ويعملون على إعلاء كلمتك.