[ltr]واجب المسلمين نحو الأسير[/ltr]
[ltr]جلال أبو الفتوح[/ltr]
2014-3-29
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده. وبعد
هل تصورت نفسك أخي القارئ أنك أسير في سجون الكفار تعاني آلام الأسر كالعالم الجليل الضرير الشيخ عمر عبد الرحمن الذي بلغ من الكبر عتياً؟
هل تشعر بآلام العالمة الباكستانية الدكتورة عافية صديقي المرأة التي خطفها الأمريكان من قلب باكستان إلى غياهب سجونهم الظالمة.؟
هل تذكر أسرى المسلمين في جونتانامو وسجون الإحتلال الإسرائيلي ومقابر السفاح النصيري وغيرهم من أسارى المسلمين الذين تعج بهم سجون الطغاة والظالمين في شتى بقاع العالم؟
إن كنت في غفلة أخي القارئ فتذكر واجبك تجاه الأسير على النحو الآتي:
أولاً: قال الله تعالى : (وما لكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً) قال القرطبي في تفسيرهذه الآية: قوله تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله" حض على الجهاد. وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب، ويفتنونهم عن الدين؛ فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلف النفوس.
وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال؛ وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها.
قال مالك: واجب على الناس أن يُفْدوا الأسارى بجميع أموالهم......وكذلك قالوا: عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة.
ثانياً: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفك الأسير كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (فكوا العاني. يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض) قال ابن بطال: فكاك الأسير واجب على الكفاية وبه قال الجمهور.
ثالثاً: أقل ما يمكن أن يفعله كل مسلم لإخوانه الأسرى هو الإكثار من الدعاء لهم في الصلوات والخلوات بتفريج كربهم وفك أسرهم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا لأسارى المسلمين بالنجاة وعلى أعدائهم بشدة الوطء والمعاناة وكان يقول: (اللهم نجِ عياش بن أبي ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد بن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف).
رابعاً: يجب على المسلمين الأثرياء بذل ما لهم لفك الأسارى من المسلمين أو تخفيف المعاناة عنهم وعن ذويهم. قال القرطبي في تفسير قوله (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة) فكها: خلاصها من الأسر وقيل من الرق.
ويُروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "لأن استنقذ رجلاً من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب".
وقال ابن تيمية "فكاك الأسارى من أعظم الواجبات وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات".
خامساً: العمل على مفاداة أسرى المسلمين بأسرى الكافرين عند القدرة والاستطاعة قال ابن حجر في الفتح [ولو كان عند المسلمين أسارى وعند المشركين أسارى واتفقوا على المفاداة تعينت] ولن يتمكن المسلمون من ذلك إلا من خلال الجهاد في سبيل الله تعالى القائم على القوة والشوكة. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
وختاماً:انقل ما قاله ابن العربي المالكي وهو يتحدث عن الأسارى المسلمين حيث يقول: [إن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة بالبدن بألا يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أونبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم كذلك قال مالك وجميع العلماء, فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أمرالعدو وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والعدة والعدد والقوة والجلد]
اللهم نج المستضعفين من المؤمنين واشدد وطأتك على الطغاة الظالمين.
موضوع: واجب المسلمين نحو الأسير1 
السبت يناير 24, 2015 7:20 pm
