التحالف الشيطاني

إن الناظر في تاريخ العلاقة بين المرجئة والطواغيت يلحظ دون عناء أن ثمة تحالفا شيطانيا قد انعقد بينهما على الإثم والعدوان
فالطواغيت يحكمون بالقوانين الوضعية ويفضلونها على الشريعة
الإسلامية وقد اتخذوا القرآن عضين ووالوا أعداء الدين سرا وعلانية وعادوا أولياء الله الصالحين وتقربوا بحبسهم وتعذيبهم
وقتلهم للكفرة المجرمين غيرمكترثين بإنذاررب العالمين
(من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) فحربهم على الإسلام
وأهله وسلمهم للشيطان وحزبه يخادعون الله وهوخادعهم
ومع هذا ترى المرجئة يسارعون في هواهم ورضاهم
مجتهدين في تطويع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
لإسباغ الشرعية الدينية على مسالكهم الشيطانية متغافلين
عن نهي رب العالمين (ولاتركنواإلى الذين ظلموا فتمسكم النار) وبهذا حصحص الحق وبان للخلق فالطواغيت يكفون أيديهم عن المرجئة فلاسجن ولاتعذيب ولاتقتيل بل مقاعد برلمانية أوحقائب وزارية أومغانم أخرى خفية والمرجئة يجتهدون في إضفاء الشرعية وتحسيين المسالك الطاغوتية في نفوس العامة وسائرالبشرية.ودعاة
المرجئة ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا دائما وأبدا مطايا للطواغيت
لايستطيعون الخروج من التبعية الذليلة لهم مهما أتى هؤلاء الطواغيت من موبقات ومكفرات فهم ولاة الأموروحماة الثغور!!
وعمدتهم في ذلك ــ أي المرجئةــ عقيدة فاسدة تجعل الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه وتحصرالكفرفي تكذيب القلب وفقط وعن هذاالخبل والخطل والانحراف والشطط يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:"ومن هنا يظهرخطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه حيث
ظنواأن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه ولم يجعلواأعمال القلب
من الإيمان وظنواأنه قد يكون الإنسان مؤمنا كامل الإيمان بقلبه
وهومع هذا يسب الله ورسوله ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله
ويقتل الأنبياء ويهدم المساجد ويهين المصاحف ويكرم الكفارغاية
الكرامة ويهين المؤمن غاية الإهانة قالوا:وهذه كلها معاصي لاتنافي
الإيمان الذي في قلبه بل يفعل هذا وهوفي الباطن عند الله مؤمن.
قالوا:وإنما ثبت له في الدنيا أحكام الكفارلأن هذه الأقوال أمارة على
الكفرليحكم بالظاهركما يحكم بالإقراروالشهود....إلى قال:وهذا القول مع أنه أفسد قول قيل في الإيمان فقد ذهب إليه كثيرمن أهل
الكلام المرجئة وقد كفرالسلف كوكيع بن الجراح وأحمد بن حنبل
وأبي عبيد وغيرهم من يقول بهذا القول."[كتاب الإيمان ص 165]
وعلى ضوء هذاالفكرالمنحرف لما أهدي للباي أحمد ملك تونس
نيشان على شكل صليب من دولة سردانية عام 1267 هـ ترد د
في حمله فأفتاه بعض الراسخين في العلم والإرجاء!بالجوازإذا
لم يعتقد معتقد أهله.ويبين لنا النضربن شميل المتوفى 204هـ
وهوأحد علماء أهل السنة والجماعة حقيقة الإرجاء حيث يقول
"دخلت على المأمون فقال كيف أصبحت يا نضر؟ فقلت بخير
يا أميرالمؤمنين فقال ما الإرجاء؟ فقلت دين يوافق الملوك
يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم.قال صدقت.